اذا كان لي شخصيا ان اعتز بشخص تعرفت عليه فهو بدون منازع مراد بن تركية ابن قليبية الذي نشأ مثل اغلب القليبية على طاعة والديه وحبه الكبير لوالدته رحمها الله وانخراطه في الحركة الكشفية تحت قيادة محمد الدريدي ثم اشتد عوده عندما خرج من قليبية فاذا به دكتور دولة في علوم التصرف متخرج من جامعة الصربون العريقة بل واستاذ بها وعندما عاد الى تونس سرعان ما تم تكليفه بتاسيس المدرسة العليا للتجارة وهو الى جانب المرحوم الشادلي بن زكورة من اوائل الجامعيين من قليبية في تحمل مسؤوليات عليا في هذا المستوى واعتبارا لشخصيته القوية التي كانت تعزف عن المناورات السياسية انذاك قدم استقالته وبعد اقامة قصيرة للتدريس في السعودية عاد ليجمع حوله نخبة من الجامعيين وبالاساس من ابناء قليبية ليؤسس اول جامعة خاصة تتكون خصوصا من جامعيين باسم الجامعة العربية للعلوم وانطلقت رحلته مع المشاريع التربوية فأسس جامعة افريقية في الغابون واخرى في مالي ومركزا للتكوين في السعودية ودخل غمار التعليم الابتدائي والاعدادي والثانوي فأسس خمس مدارس ابتدائية في تونس الكبرى وثلاث مدارس اعادادية ومعهدين ثانويين في منطقة تونس الكبرى وفي مستوى راقي يشرفنا جميعا وبذلك يكون مؤسسا لاكبر مجمع تربوي خاص في تونس بالرغم من المضايقات التي تعرض لها زمن بن علي والتي كادت ان تنسفه ماديا وبدنيا لولا رعاية الله وهو لم يتوقف رغم مشاغله الادارية عن البحث العلمي اذ واصل نشر عديد المؤلفات الاقتصادية الراقية وبعد تجربة قصيرة في الحياة السياسية بعث خلالها حزبا سياسيا عاد الى العلم والعمل التربوي وكان دائما فخورا بانتمائه لقليبية ومستعدا لتقديم المساعدة الممكنة لكل قليبي قصده ومحاطا بالنخبة القليبية في مختلف مشاريعه التربوية لكل هذا اعتز به كقليبي وكزميل وصديق ويحق لابناء قليبية ايضا ان يفتخروا به ·
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق