الجمعة، 9 مارس 2018

محمد الانقليز المربي والامام Mohamed LENGLIZ l'éducateur et l'imam

محمد بن امحمد بن مصطفى الإنقليز. قليبية 25 جانفي 1938 - 08 نوفمبر 2012 هو معلم تطبيق، فقيه و إمام خمس و جمعة. زاول تعليمه بالمدرسة الزيتونية، أين تتلمذ على الشيخ العلامة الفاضل بن عاشور، لينال شهادة التحصيل. باشر التدريس في عدة قرى و مدن بالجمهورية منها للذكر لا الحصر: كاف صغارين بمنزل بورقيبة، زاوية المقايز ، بير الجدي و حمام الاغزاز بالوطن القبلي، قبل أن يستقر بمدرسة علي البلهوان (الشوارف) بقليبية منذ السبعينات، و التي اتم فيها مسيرته المهنية إلى غاية 1995 حيث غادرها في إطار برنامج التقاعد المبكر. و قد عاصر فيها عديد المربين الأفاضل، على رأسهم المرحوم محمود الإنقليز مدير المدرسة. تتلمذت أجيال على يدي المربي الفاضل محمد الإنقليز، تشهد له بالكفاءة و القدرة البيداغوجية في التعامل مع التلاميذ. و بذلك استمرت علاقته بهم حتى بعد إحالته على التقاعد نظرا لقدرته على التواصل و التحاور. إضافة لمهنة التدريس تولى الإمام الفاضل محمد الإنقليز نيابة الإمام الجليل حمودة الإمام كلما اقتضى الأمر لإمامة الخمس و الجمعة و التراويح بجامع المراح. ثم تولى إمامة الجمعة بالجامع الكائن في طريق تونس، و الذي أصبح قبلة العديد من المصلين، حيث يشهد الجميع للإمام الجليل محمد الإنقليز بالخطابة و القدرة على الإقناع. فكان له من الذكاء ما جعله ينجح في الوصول لكل الأجيال. و لا يخفى على أحد عدم انقياده لإملاءات السلطة آنذاك، حيث كان يتناول مواضيع دقيقة، كقانون التبني، لتبيان الأحكام الشرعية. على صعيد آخر بعتبر محمد الإنقليز من مؤسسي نادي التعارف بقليبية الذي كان نواة لملتقى الأدب و الفكر بالمدينة. نذكر كذلك نشاطه المستمر ضمن جمعية الحفاظ على القرآن الكريم بقليبية. و التي كرمته إلى جانب حصوله على وسام الشغل. بالإضافة دأبت المدارس الإبتدائية و المعاهد على دعوة المربي الفاضل محمد الإنقليز كضيف في حفلة نهاية السنة الدراسية باعتباره وجها بارزا في العائلة التربوية. هو محب عاشق البحر و الصيد و اللغة العربية. تخصص في علوم الفقه و كون عبر السنين مكتبة ثرية بالمراجع الأدبية منها و الفقهية و كذلك الفلسفية. داب عديد الناس على قصده للسؤال في أمور دينهم لما عرف عنه من سديد رأي و وسطية و تسامح، إضافة لحفظه الأمانات فيما يسمعه منهم. محمد الإنقليز، الحاج كما كان الكثير ينادونه، ملك قلب كل من درسه أو عرفه بتواضعه، ببشاته و رحابة صدره. كان يختص بطريقة في إسداء النصح تصل حد النكتة و المزاح مما يجعل المتلقي يصغي و يستفيد. و لا يفوتنا أن نذكر نجاح محمد الإنقليز حتى بعد التقاعد على الحفاظ على تلك العلاقة السحرية بين المربي و الأطفال، فكان جيبه لا يخلو من قطع الحلوى dragée فتراه يقدم للولد الصغير السماوية و للبنت الزهرية، أما الشرط فهي قبلة على الخد. مما طبع في قلوبهم الصغيرة و البريئة أسمى معاني المحبة الصادقة و الاحترام لذلك الرجل القامة على جميع الاصعدة. من أصدقاء المرحوم محمد الإنقليز الدكتور الشاعر نور الدين صمود، و كانت لهما جولات شطرنجية شيقة تحت المظلة على شاطئ المرسى. كذلك الشيخ العلامة عمي صالح الإنقليز و كانت تربطهما علاقة متينة. ذلك بالإضافة لكافة زملائه. محمد الإنقليز، رغم رحيلك عن الدنيا فأنت باق في ذاكرة قليبية، بشاشتك، مرحك، مزاحك و علاقتك مع كل الأجيال و المستويات الثقافية و الإجتماعية ستحفظها الذاكرة على مر السنين. كنت مثالا حيا لسماحة الدين الإسلامي و رقي معانيه و عمق دلالته بعيدا عن الترهات و الضوضاء و السفسطائية. رحمك الله بكل حرف علمته، بكل صلاة أميتها و بكل علم زرعته.







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق